أ - ماهو ضغط الدم؟
يضخ القلب الدم فينتقل عبر الشرايين حاملا الأكسجين و الغذاء إلى أنسجة و أعضاء الجسم المختلفة ثم يعود إلى القلب عبر الأوردة ضغط الدم هو القوة التي يضغط بها الدم بعد ضخه من القلب على جدران الشرايين و التي تتميز مقاومتها بالمرونة فهي تنبسط حين ينقبض القلب (الضغط الانقباضي) و تنقبض حين ينبسط القلب (الضغط الانبساطي). بالنسبة للأصحاء فإنه يجب قياس ضغط الدم بانتظام كل عام.
ب - كيف يتم قياس ضغط الدم؟
يتم أخذ قرائتين في الزيارة الواحدة تفصلهما على الأقل دقيقة بعد أن يكون المريض قد جلس بهدوء لمدة 5 دقائق و يكون قد امتنع عن التدخين وتناول الكافيين لساعة على الأقل. يجب قياس الضغط في الذراعين في الزيارة الأولى و تستخدم لاحقا الذراع التي وجد الضغط فيها أعلى.
ج - ماهو ارتفاع ضغط الدم؟
يعتبر الشخص مصابا بارتفاع ضغط الدم حين يتجاوز الضغط الانقباضي معدل 140 أو الضغط الانبساطي معدل 90
و لايتم التشخيص إلا بعد أخذ ثلاث قراآت في أوقات مختلفة يفصل بينها أسبوعين أو أكثر إلا إذا كان الارتفاع شديدا جدا يستدعي دخول المريض إلى المستشفى لبدء العلاج فورا أو إذا كان المريض يعاني بشكل و اضح من أحد مضاعفات المرض. وللأسف فإن جزءا كبيرا من المرضى يجهل إصابته بهذا المرض لعدم إجرائه الكشف الدوري و جزء آخر لايتلقى العلاج الكافي أو المناسب.
د - ماهي أنواع ارتفاع ضغط الدم؟ و ماهي أسبابه؟
يوجد نوعان من مرض ارتفاع ضغط الدم:
1- النوع الأول و هو الأكثر شيوعا (90% من الحالات) يسمى الأساسي و أسبابه المباشرة مجهولة و لكنه يحدث نتيجة تفاعل عدة عوامل منها الوراثية و السمنة و الإكثار من الملح في الطعام و التدخين و قلة الحركة و تناول الكحول و تقدم السن. كما أن ظروف المعيشة و العمل المتسمة بالتوتر الشديد و الدائم قد تساهم في الإصابة به. و يجب معرفة أن الأشخاص ذوي البشرة السوداء و الرجال فوق سن الثلاثين و الذين لديهم تاريخ عائلي بالمرض هم أيضا أكثر عرضة للإصابة بالمرض. كما أن من لديهم حساسية من الصوديوم يؤدي الإكثار من تناول الملح إلى ارتفاع الضغط.
2- النوع الثاني و هو أقل حدوثا (10% من الحالات) يسمى الثانوي و أسبابه:
أ - القصور الكلوي المزمن أيا كانت أسبابه (كالسكري و التكيس و الإلتهابات المناعية) أو ضيق الشريان الكلوي
ب - ازدياد نشاط الغدد الصماء كالغدة الكظرية و الغدة الدرقية و الغدة جارة الدرقية و الغدة النخامية
ج - العقاقير كمضادات الاحتقان و مسكنات الآلام (باستثناء البانادول) و حبوب منع الحمل و المنشطات الممنوعة و الإكثار من شرب الكحول
ه- ماهي أعراض و مضاعفات ارتفاع ضغط الدم؟
لا يوجد أعراض محددة لارتفاع الضغط و لكن قد يصاب البعض بصداع وغثيان أو ضيق نفس أو بنزيف الأنف إذا ارتفع بشكل حاد و شديد.
لذا فإن على الجميع إجراء كشف دوري بانتظام حتى يتم اكتشاف المرض مبكرا قبل حدوث أي مضاعفات و التي قد تشمل:
1 - تضخم عضلة القلب و الذي قد يؤدي لاحقا إذا أهمل إلى ضعف أو فشل عضلة القلب
2 - تصلب ثم ضيق الشرايين:
-A التاجية في القلب مما قد يؤدي إلى الإصابة بذبحة صدرية أو جلطة قلبية
B- الدماغية مما قد يؤدي إلى حدوث جلطة أو نزيف دماغي
-C الساقين مسببا آلاما عند المشي
4 - قصور في وظائف الكلى و الذي سيؤدي بدوره إلى ازدياد شدة ارتفاع الضغط مما يؤدي إلى تدهور أشد في وظائف الكلى
5 - تلف شبكية العين مما قد يضعف البصر
و يجب معرفة أن خطر الإصابة بالمضاعفات يزداد لدى المصابين بالسكري و السمنة المفرطة و ارتفاع نسبة الدهون والمدخنين
و - ماهي أنواع الفحوصات التي يحتاجها المريض الذي يتم تشخيصه بمرض ارتفاع ضغط الدم؟
حالما يتم تشخيص المرض فإن الطبيب يحتاج إلى التأكد من عدم الإصابة بالنوع الثانوي أو بالمضاعفات فيجري الفحوصات التالية:
1- فحص البول للتأكد من خلوه من الزلال و الذي قد يشير إلى وجود مشكلة في الكلى
2- فحص وظائف الكلى للتأكد من سلامتها حيث أن اعتلالها قد يكون نتيجة أو سببا لارتفاع ضغط الدم
3- فحص مستوى السكر و الدهون بعد 15 ساعة صيام
4 - فحص مستوى البوتاسيوم لأن انخفاض مستواه مع الاتفاع شديد في ضغط الدم قد يشير إلى اعتلال الغدة الكظرية
5 - أشعة الصدر للتأكد من أن حجم القلب طبيعي و أن الشريان الأبهر طبيعي
6 - تخطيط القلب للتأكد من عدم وجود مايشير إلى قصور الشرايين التاجية أو تضخم عضلة القلب
7 – إذا كان ضغط الدم شديدا أو لايستجيب للعلاج رغم التزام المريض بالدواء و بالنصائح الغذائية فإن المريض قد يحتاج إلى فحوصات أخرى للتأكد من سلامة الشريان الكلوي و سلامة الغدد الصماء
ز - هل من علاج غير دوائي؟
1 - التخفيف من تناول ملح الطعام و تجنب المخللات و المعلبات و الأسماك المملحة و تناول منتجات الألبان قليلة الملح
2 - التوقف التام عن التدخين و عن تناول الكحول
3 - ممارسة الرياضة المعتدلة بشكل مستمر كالمشي في خطوة سريعة يوميا لنصف ساعة أو ساعة
4 - تخفيف الوزن بحيث تكون كتلة الجسم (نسبة الوزن للطول) طبيعية
5 - ممارسة الحمية تساعد في تخفيف الوزن و تنظيم متسوى الدهون و السكر مما يقلل عرضة الإصابة بتصلب الشرايين
6 - تجنب الأدوية التي تتسبب في رفع ضغط الدم كموانع الحمل و مسكنات الآلام و المنشطات الممنوعة
7 – العمل على تخفيف الضغوطات النفسية في العمل و المنزل أو على الأقل إيجاد طريقة للتكيف معها
8 – تناول الغذاء الغني بالبوتاسيوم يساهم في السيطرة على ضغط الدم و لكن هذه النصيحة لاتناسب المرضى الذين يعانون من قصور كلوي شديد أو الذين يتناولون مضادات الأنجيوتنسين.
ماهي أنواع الأدوية التي قد تعطى للمريض و ماهي أعراضها الجانبية؟
مدرات البول:
تخفض ضغط الدم عن طريق زيادة كمية البول و تجفيف الجسم من السوائل الزائدة و لكنها قد تقلل من البوتاسيوم وترفع من الدهون الثلاثية في الدم.
مضادات الأنجيوتنسين:
هذه الأدوية عبارة عن عائلتين من الأدوية تعطى لمرضى القلب و مرضى ارتفاع ضغط الدم و لكنها مفيدة جدا لمرضى الكلى حتى لو كان ضغط الدم طبيعيا حيث أنها تخفض كمية الزلال في البول و تبطئ من تلف الكلى الذي قد يسببه السكر و غيره. و يفضل إعطاء المريض دواء من كل عائلة ( كالزيستريل من عائلة و الدايوفان من الأخرى) حيث أن هذا يضاعف الفائدة و لكن يجب التأكد من استقرار وظائف الكلى لأنها قد تسبب قصورا مؤقتا في وظائف الكلى لدى قلة من المرضى كما أنه يجب تحذير المرضى من الأغذية الغنية بالبوتاسيوم (كالتمر و المكسرات و الموز و الآيس كريم و البطاطس) لأن تناول هذه الأدوية مع هذه الأغذية يرفع من نسبة البوتاسيوم في الدم بشكل يهدد نشاط القلب كما أنها ممنوعة على الحامل.
مضادات قنوات الكالسيوم:
تخفض ضغط الدم عن طريق منع تقلص الشرايين فترتخي وتتوسع كما أن بعضها يبطئ نبض القلب و لكنها قد تسبب في انتفاخ الساقين و الامساك.
مضادات البيتا:
تخفض ضغط الدم عن طريق تبطئة نبض القلب واكنها لاتصلح للمصابين بالربو الشعبي و المصابين بالإكتئاب وقد ترفع من نسبة الدهون الثلاثية وتقلل من تأثير الانسولين مما قد يعني الحاجة إلى زيادة الجرعة.
د. علي السهو